عند استخدامه بشكل صحيح، يمكن للدليل الجراحي زيادة القدرة على التنبؤ بنتيجة علاج زراعة الأسنان.

     يقوم طبيب زراعة الأسنان باختيار طريقة وضع الغرسات إما بحرّيّة ( تقنية اليد الحرّة) أو بمساعدة دليل جراحي ( الجراحة الموجَّهة). تعتمد طريقة اليد الحرّة بشكل جوهري على مدى مهارة وتركيز وخبرة طبيب الزراعة، أمّا الجراحة الموجّهة فتستخدم التطوّر التقني والرقمي لتصميم وإنتاج الأدلة الجراحية كطريقة لبناء الثقة و تمكين الطبيب من التنبؤ بنتيجة وضع الزرعات بنسبة أعلى بكثير إذا تم وضع الخطة العلاجية بعناية، كما يمكن أن تساعد الطبيب الجراح في تجنب الضرر الذي قد يلحق بالأعضاء الحيوية التشريحية كالأعصاب والشرايين، وكذلك الحد من انحسار أو اختراق العظام السنخية في مواقع الزرع المحتملة. ومع ذلك، يجب أن يكون الجراح واثقًا من قدرته على وضع غرسات الأسنان قبل استخدام الأدلة الجراحية بسبب زيادة عدد الخطوات والعمليات المعنية – حيث يمكن أن يؤدي عدم الالتزام بأي خطوة إلى خروج طفيف عن الخطة الجراحية الموضوعة مسبقًا، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى عدم وضع الزرعة في مكانها المخطط له، و قد تتطلب تصحيحات خارج خطة العمل  الجراحية الموضوعة مسبقًا.

     تسمح الجراحة الموجَّهة للأطباء بتطوير خطة جراحية افتراضية بناء على الهدف التعويضي الوظيفي والتجميلي المفترض الذي يتمثل في النتائج الإيجابية التي تركّز على المريض. تتوفّر العديد من أنواع الأدلّة الجراحية، لذا يجب على جرّاح الأسنان اختيار النوع المؤدي إلى أفضل نتيجة لكلِّ حالةٍ معيّنةٍ. الاختيار بين أنواع الدليل الجراحي تعتمد على طبيعة استناده إلى الأسنان أو الغشاء المخاطي أو العظام حسب نيّة استخدامه في الوضع السريري أثناء إجراء الجراحة، ولكل نوع منهم مميزاته وعيوبه. يعتمد اختيار نوع الدليل الجراحي على مدى توفّر دعم الأنسجة الصلبة أو الرخوة المتاحة، وجودة الصورة التشخيصية، وبرامج تخطيط الزرع، لذا ليس هناك نوع في المطلق هو الأفضل لكن لكل حالة ظروفها ومتطلباتها. سنسرد أنواع الأدلة الجراحية ومتى يمكننا استخدامها بشكل فعّال.

     الأدلة الجراحية التي تحملها الأسنان (الشكل 1 والشكل 2) شائعة ويمكن تكييفها بسهولة مع مختلف الحالات السريرية. تتمثل إحدى الفوائد في أنه يمكن استخدام المعالم القابلة للتكرار باستمرار (أي الأسنان) للدعم والاستقرار والاحتفاظ بها. تم تقييم الدقة والدقة المحسّنة للغرسات التي يتم وضعها من خلال الأدلة التي تنقلها الأسنان في كل من الأسنان المنضدية والسريرية. على الرغم من أن هذا النوع من الأدلة قد ثبت أنه يؤدي إلى نتائج يمكن التنبؤ بها، فمن المهم للجرّاح أن يكون مدركًا للمساحة المتاحة وطول الحفر الموجه الإضافي عند وضع الخطة العلاجية الافتراضية وتصميم الدليل الجراحي رقميًّا خاصة عند وضع الغرسات الخلفية.

       يستخدم الدليل الجراحي الذي يستند إلى الغشاء المخاطي كما يوحي الاسم (شكل 3 ) حيث يحافظ على ثباته باستناده إلى الأنسجة الرخوة داخل الفم للدعم والاستقرار. عادةً ما يتم تصنيع هذا النوع من الأدلة الجراحية بناءً على تركيبة اصطناعية متحركة سابقة. من عيوب الدليل المحمول على الغشاء المخاطي المحتملة بشأن الدعم المخاطي عدم ثباتها أثناء الجراحة واختلاف سماكة الأنسجة وجودتها – وهي شكوى شائعة شوهدت أيضًا مع أطقم الأسنان الكاملة التي تشارك الدليل الجراحي في استقاء الثبات من الغشاء المخاطي. الدليل الذي يحمله الغشاء المخاطي لديه القدرة على الخضوع للحركة في اتجاهات مختلفة ، مما يزيد من عدم دقة وضع الزرعات بسبب تلك الحركات الطفيفة، وقد يؤدي هذا، جنبًا إلى جنب مع انعكاس السديلة (Flap) إلى تعقيد إضافي أثناء وضع الزرعات.

     يُستخدَم الدليل الجراحي المستند إلى العظام (صورة 4 و صورة 5) بشكلٍ عامٍّ في حالات زراعة الفك الكامل. يستمد هذا النوع من الدليل دعمه من مناطق حمل الأحمال و/أو التباعد الطبيعي للعظام السنخية التي تظهر في الفكّين في اتجاه تاج-جذري. تحتاج الأدلة الجراحية المحمولة على العظام إلى زيادة رفع السديلة بصورة أكبر من أنواع الأدلة الجراحية الأخرى ليستند الدليل الجراحي على العظام بشكلٍ صحيحٍ، بالإضافة إلى الاختلافات الطفيفة التي يمكن أن تنتج عن سير العمل الرقمي والتي تحتاج إلى بعض الخبرة الرقمية، فعلى الرغم من الصعوبات المرتبطة بالأدلة المنقولة بالعظام، يمكن لفريق العمل ذي الخبرة العملية والرقمية من التخفيف من حدة تلك الصعوبات من خلال التخطيط السليم والتصوير الرقمي الدقيق وخبرة الجرّاح مع التواصل الجيد بين الاستشاري الذي يضع الخطة العلاجية الافتراضية والمصمّم الرقمي الذي يقوم بتصميم الدليل الجراحي قبل طباعته والجرّاح على حدٍّ سواءٍ.

     عند اتخاذ طبيب زراعة الأسنان القرار باستخدام دليلٍ جراحيٍّ، لا توجد معايير قياسية تقترح تصميمًا محددًا للدليل الجراحي. ومن مزايا التخطيط للحالات رقميًّا القدرة على استخدام مزيج من الهياكل الداعمة أثناء عملية تخطيط وتصميم المعالجة ؛ يمكن أن تشمل الأسنان والغشاء المخاطي والعظام وربما مكونات الزرع الموجودة.

   في حالات زراعة الفك الكامل يوفر التخطيط العلاجي عدة خيارات، أصبحت الأدلة القابلة للتكديس شائعة بشكل متزايد بسبب سهولة استخدامها وقابليتها للتكيف. وتستمد هذه الأدلة الدعم من دليل تأسيسي واحد. يتم وضع دليل الأساس أولاً بشكلٍ عامٍ بدعمٍ من العظام، ويتبعه وضع متسلسل للأدلة المطلوبة. على سبيل المثال، قد يكون المكوّن الأول دليلًا يمكن أن يوجّه عملية تخفيض محسوبة في العظام السنخية، بينما يسمح المكوّن الثاني بوضع تركيبات الزرع. يمكن أن تسمح المكونات الإضافية بوضع المكونات التعويضية بدقّةٍ، والقدرة على وضع التركيبة الصناعية على دليل الأساس. بشكل توجيهي للتأكد من صحة اتباع الخطة الجراحية.

     وفي حالة أخرى يمكن الانتقال من الدليل الجراجي الذي يحمله الغشاء المخاطي (باستخدام دبابيس التثبيت) إلى دليل جراحي مصمم يستمد الدعم من الغشاء المخاطي والهياكل العظمية المجاورة. مع التقدم في برامج تخطيط الزرع، أصبح من الممكن الآن للأطباء تخطيط وطباعة أدلة مفصلة متعددة الطبقات داخل معمل الأسنان. ومن الأمثلة على هذا الخيار العلاجي (الشكل 6 والشكل 7 والشكل 8) إجراء مسح مقاس رقمي داخل الفم يستخدم بالاقتران مع برمجيات التخطيط الرقمي، يليه تصنيع الدليل الجراحي بطابعة ثلاثية الأبعاد. من الخصائص الفريدة لنظام الدليل هذا القدرة على محاذاة الدليل، ووضع دبابيس التثبيت، والسماح للدليل بالبقاء مثبتًا حتى بعد وضع الغرسات. قد تساعد هذه الطريقة في تجنّب مضاعفات عدم الدقة التي يمكن أن تحدث عند إزالة الدليل الجراحي وإدخاله عدة مرات خلال عملية الزراعة.

     يمكن أيضًا استخدام الأدلة الجراحية للمساعدة في علاج المرضى الذين لديهم تركيبات صناعية متحركة فيتم استخدامها كتركيبة مؤقتة مدعومة بالزرع. في المريض الذي يخضع لعمليات خلع أسنان فك كامل متبوعة بزرعاة زرعتين سٌفليّتين لدعم تركيب طقم فك سفلي فوق الزرعتين، يمكن دعم الدليل الجراحي باستخدام أسنان متعددة سليمة إرشادية لكن سيتم خلعها لاحقًا، يمكن أن يشمل خيار العلاج التقليدي في هذا السيناريو الخلع و رَأْبُ السِّنْخ (Alveoloplasty)، يليه وضع الغرسة الحرة.

     هناك بديل أفضل للطريقة السابقة، وهو استخدام برنامج تخطيط الزرع (الشكل 9 والشكل 10 والشكل 11) لخلع الأسنان رقم 22 و رقم 27 تقريبًا، حيث تم التخطيط لاستخدام الغرسات المستقبلية في طقم مثبت على زرعتين. في هذه الحالة، سيتم خلع الأنياب والأسنان المجاورة أولاً، وتركيب الدليل الجراحي، وإعداد أدوات بضع العظام للعمق المطلوب في الموقعين رقم 22 و رقم 27.

     سيتم وضع الغرسات بطريقة متوازية، وسيتم خلع الأسنان المتبقية بعد وضع الغرسة. يمكن أن تقلل هذه الطريقة من الوقت الجراحي وتحسّن الدقة في محاذاة الغرسات. قد يستفيد المرضى من هذا النهج عن طريق تقليل عدد المكوّنات المرنة اللازمة أثناء زيارات المتابعة.

     أدّى استخدام برامج تخطيط الزرع لتصنيع الإرشادات في هذه الحالات إلى تحسين القدرة على التنبؤ وكفاءة وضع الزرعات، كما ساهم في تحسين النتائج التي تركّز على المريض فيما يتعلق بتقليل التعرّض الجراحي وتحسين ملاءمة التركيبات الاصطناعية وظيفيًا وجماليًا. يسمح التخطيط الجراحي الافتراضي للطبيب بتطوير خطة جراحية مواتية مع وضع الاعتبارات التعويضية والجمالية النهائية في الحسبان. تشمل خيارات الدليل الجراحي المحمول على الأسنان أو الغشاء المخاطي أو العظام – أو مجموعة من هذه الأساليب و تُظهر الحالات المعروضة هنا فرصة لأخصائي زراعة الأسنان والتركيبات ليكونوا مبتكرين ويفكروا بشكل إبداعي عند تطوير الخطط الجراحية وتصنيع أدلة الزرع.

    إذا كنت مهتمًا بتعلم الزراعة الموجّهة وأردت أن تبدأ باستخدام الأدلة الجراحية ووضع الخطط الجراحية الافتراضية الدقيقة ، يمكنك التواصل مع فريق استشاريي زراعة الأسنان بشركة دنتنيوفا وسيقومون بوضع الخطط الجراحية الافتراضية  وتصميم الأدلة الجراحية عن طريق ملء الطلب  من خلال الضغط على الزر الموجود بالأسفل.

وسيتم التواصل معك ومناقشة كافة تفاصيل الحالة جراحيًا وتعويضيًا للوصول إلى أفضل نتيحة ممكنة، كما يمكننا أيضًا تصميم وطباعة الدليل الجراحي الأفضل لكل حالة على حدة. متاح الشحن لجميع أنحاء العالم.

     هناك حالة أخيرة شبيهة بالحالة السابقة ، حيث يكون المريض قد حصل على بعض زرعات الأسنان سابقًا بصورةٍ جزئيًة، لكنه الآن بحاجة إلى الانتقال إلى تركيبة مدعومة بالزرع للفك كاملًا. يمكن استخدام مزيج من الزرعات والأسنان لدعم الدليل الجراحي باستخدام الماسحات الضوئية داخل الفم. تم استخدام هذه الطريقة لوضع ثلاث غرسات فورية لدعم التركيبة المؤقتة المدعومة بالزرع. وكان الدليل الجراحي مدعومًا بالأسنان والدرجات المزروعة التي كانت موجودة أثناء الفحص الأولي (الشكل 12، الشكل 13، الشكل 14 والشكل 15).